أخبار الحسكة
أخبار الحسكة
أخبار الحسكة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع ثقافي و اجتماعي واخباري عن محافظة الحسكة
 
الرئيسيةأحدث الصورالعدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Dd10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Ououso10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Dd_cop10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Ouoouo10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Uoouso10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Oous_u10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Ououo10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Ousooo10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Dd_cop11العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Uuuooo10العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Uoouo10دخولالتسجيل
إعلانات

 

 العدو الذي يمنح السيادة لغريمه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دارا عبدو




المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 03/12/2010

العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  Empty
مُساهمةموضوع: العدو الذي يمنح السيادة لغريمه    العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 17, 2010 11:14 am

الكاتبة: شيرين خطيب

قبل الدخول في موضوع متشعب كالخيانة ينبغي القول إنّ المعنيّ بهذه الكتابة ليس الحديث عن مظهر الخيانة من جانب أحادي كخيانة الأزواج أو الأحباء أو الوطنيين والسياسيين، بل المعني بمفهوم الخيانة هو التناقض الداخلي والحالة المعرفية التي تتجاوز الإنسان الفرد إلى التوجه المعرفي الشامل القائم على ترسبات النتاجات الإنسانية، بكل ما يحمل هذا الإنسان من اختلاف وتناقض وتعارض وتصرفات غير متوقعة... ليس بسبب سوء التربية أو مرض نفسي أو ماضٍ قاسٍ أو طفولة معذبة، لكن لمجرد كونه إنساناً.

الإنسان... هذا الكائن المهووس بالتجريد والتفكيك والتحليل واللمس والتذوق؛ أيكون مفهوم الخيانة لديه أقرب إلى الموضوعية المنهجية؟ علماً أن هذا المفهوم يتحمل من اللباس الفضفاض أكثر مما يتحمل أي مفهوم آخر، بحيث يتحول هذا المفهوم إلى حدثٍ تجتمع فيه كل التناقضات على درجة متساوية من حيثيات هذا الفعل المشترك لخلق وضع جديد، وبحيث تصبح الأجواء المحيطة بالاعتبارات السابقة متخلفة وغير قادرة على مواكبة المستجدات الحديثة، ليتبلور فكر جديد بشكل معرفي مختلف أكثر عمقاً. ‏

قد يكون مفهوم الخيانة هو الفعل المحرك الفتاك لسلطة غير واعية لواقعها، فتكون الخيانة في هذه الحالة تصحيحاً لانحراف قديم. على سبيل المثال: أخذ هذا المفهوم في مجتمعنا، نتيجة التحولات العصرية السريعة، منعطفاً خطيراً وجاداً ضمن إطار علاقة المثقف بالسلطة. وهذا ما يحتاج إلى مراجع ثقافية واسعة يمكن الاستعانة بها لإثبات هذا المفهوم كواقعة تخرج من إطارها الذاتي إلى إطار اجتماعي عام. مثال: خيانة المثقف لبعض المسبقات التي هي بمثابة ثوابت عند العامة هو قرار مصيري يتخذه المثقف في لحظة حياتية حازمة تجتمع فيها كل التناقضات بشكلٍ معلن. فإدراكنا لماهية العلاقة بين المثقف والسلطة يعني إدراكنا لنوعية الفراغ الذي نشأ بينهما في مراحل قاطعة من التاريخ؛ فلا السلطة قادرة على سبر أغوار المثقف الجاد ومراعاة وضعه، ولا المثقف قادر على سبر أغوار السلطة وتفهم جبروتها وحبها لذاتها ومصالحها. فمفهوم الخيانة هو موضوع شائك وطويل، ووجهات النظر الفلسفية المصوبة باتجاهه هي وجهات نظر مركبة تحتمل التأويل، لأننا نرى فيها كل الاختلافات على مستوى واحد من الفعل. إن الإحساس بالشك هو القاعدة المتينة التي تدعم هذا المفهوم عندما يعيدنا إلى موقع المتفرج على الحَكَم الذي يفصل بين الإدراك الواعي والإدراك الزائف. ‏

إن ما نسميه بمفهوم الخيانة الخاص قد خرج إلى ساحات الفكر والفلسفة والنقد ليشكل شيئاً أشبه بالوعي المعرفي العميق في مواجهة الوعي السائد... الفلسفة المبنية على الشك والتي بإمكانها معالجة موضوعات ليس بإمكان المفاهيم العادية معالجتها مثل (الصح والخطأ، الحلال والحرام، الخيانة والوفاء.. وغيرها)، لأنها بالأساس مفاهيم نسبية لا تحتمل الخطأ والصواب. فما أراه انا خطأ يعتبره مجتمع آخر صحيحاً،وما يراه مجتمع آخر حلالاً أعتبره أنا حراماً، وما أراه خيانة يعتبره شخص آخر تصحيحاً لمسار قديم لا بد من تصحيحه. والنتيجة أن كلا الطرفين على حق. إذاً هذه المفاهيم كلها هي مفاهيم مكتسبة تكتسب شرعيتها من بيئتها التي وضعت أسس عاداتها وتقاليدها عبر القرون. ‏

إذا تعمقنا في الموضوع أكثر سنجد أن هذه المفاهيم تحتمل موقفاً ثالثاً يختلف جذرياً عن الموقفين الأولين لها. وهذا الموقف الدخيل (الثالث) يتأرجح بقوة وخطورة بالغة عندما يتدخل بين عملية الشد والجذب بين أي مفهومين متعارضين تماماً كالخيانة التي هي بالأساس ثورة عارمة بين طرفي الشك الأزلي والدائم. ‏

إذ ليس من صح مكتمل وليس من خطأ أكيد، وليس كل شر هو شرٌ بالمطلق وليس كل خير هو خير بالضرورة. ‏

بذلك تتجرد هذه المفاهيم من معانيها المتداولة لتسلك درباً واسعاً مليئة بالاحتمالات والتفسيرات، فلا تكون الخيانة سوداء بالمعنى المطلق ولا الوفاء أبيض بالمعنى الكلي، وإنما مزيجٌ من الألوان الرمادية تعطينا إيحاءً بأن كل شيء جائز ومحتمل. ‏

وأنوه بأن هناك أخلاقيات خاصة بنوعي الخيانة: أولاً) خيانة المتوازنين والأخلاقيين لأولياء أمورهم. ثانياً) خيانة أولياء الأمور لذوي الوعي المتدني. أما إذا أردنا معرفة الأقرب إلى الحقيقة فتلك مسألة يفصل بينها الوعي المعرفي؛ كل حالة بمعزل عن الأخرى. ‏

الخيانة تنقسم إلى قسمين: ‏

1- خيانة الأشخاص. ‏

2- خيانة المبادئ. ‏

وهما في موقع اتهام دائم لا يربط بينهما أي نوع من أنواع الحوار. وطرحنا لمفهوم الخيانة هو من أجل البحث عن مفهوم أوسع وأعمق لمفردة الخيانة التي تفرق بين الخيانة التي ترتكب لتجديد الذات وبين الخيانة التي ترتكب وتعتبر خطأ وتستمر في الخطيئة. الإنسان ليس بمعزل عن انتمائه المتنوع والثري، فهو يمتلك شخصية خارجية وشخصية مخفية عن أعين الناس، وهو شعوري ولا شعوري. لكنه ضمن نطاق شخصيته الخارجية الشعورية لا يكون إلا هو ذاته ووحده ويحاول قدر الإمكان العيش ضمن هذا الشعور بمجموعه، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع الانفصال عن لا شعوره، بمعنى أنه منسجم مع شعوره وغير منسجم مع لا شعوره. وفي الوقت نفسه لا شعوره أيضاً غير منسجم معه بدليل أن صفات قديمة ومستهلكة وغير متوقعة تظهر فجأةً على هذا الكائن المتغير (قليلاً) ليكون بذلك قريباً من البناء النفسي المترجرج الذي يملؤه الشك لنستخلص من كامل تصرفاته إنتاجاً مليئاً بالشك والتناقض والاختلاف الدائم والجميل كوحدة هندسية متكاملة. ‏

بذرة التناقض والاختلاف هي مركز وجود الإنسان ومن الاستحالة أن يتطابق ما في فكرنا بشكل كلي مع الواقع. لأن ما هو موجود في فكرنا لا يستطيع الوصول إلى الحقيقة الفعلية للأشياء بل يتوصل فقط إلى ما هو ظاهر... الظاهر الذي يبرمجه العقل ضمن مخططه العلمي. فما نسميه بالأفعال والنتائج الحتمية الواضحة والأشكال البادية للعيان ما هي إلا تصورات مسبقة لإدراكاتنا، أما العقل فهو الذي يقوم بلصق وتثبيت وتركيز هذه النتائج والأفعال البادية، بمعنى أن معارفنا ترتكز على حدسنا ومع إحساسنا تجاه الأشياء التي تتفق مع شروط ذواتنا التي تتكون من تخيلات أذهاننا تجاه كل ما هو ظاهر دون ذاتها الحقيقية، لأن الإنسان بطبيعته يصعب عليه الغوص في الأشياء المختلفة والمستقلة عنه. لذلك فإن كل الأحداث والأشياء الظاهرية ليس لها وجود ضمن ذاتها، لأن الذكاء المحدود للعقل البشري يحدد ويؤلف ماهيتها، على الرغم من أن أفلاطون لم ينف قدرة العقل البشري على معرفة الأشياء المحسوسة. ‏

أما بالنسبة للأشياء التي يصعب على الإنسان إدراكها إلا ما ظهر منها فربما هي أشياء تندرج تحت مسمى (أشياء ضمن ذاتها) منها مفاهيم مثل الصح والخطأ، الحلال والحرام، الخيانة والوفاء. وسبب اختياري للمفهومين الأخيرين أننا بدأنا نتعرض لمفهوم الخيانة على كل المستويات لدرجة أننا بدأنا نخون أنفسنا. أضف إلى ذلك أن للخيانة وسامتها الخاصة بها كحالة لها استقلاليتها كما للوفاء جماله، مثلما للشر جاذبية خاصة به كحالة متفردة مقابل الخير الذي يراه الجميع جميلاً حتى أقل الناس إحساساً به. ‏

أليس من المنطقي أن توجد الخيانة أينما وجد الإنسان الساعي إلى إثبات وجوده باستمرار؟ إذاً... الخيانة أمر منطقي وطبيعي، بل يصل إلى درجة الشفاء النفسي للذي قام باقترافها، خاصة عندما نعلم أن الكثير من الأمراض النفسية قد ترعرع تحت سقف الوفاء المطلق... الوفاء الذي يقيد من حرية الإنسان للتعبير عن ذاته واختلافه والوصول إلى طموحه. ففي ظل الشعارات التي تندد بالخيانة وتطالب باعتناق مبادئ الوفاء ننسى خطورة الحياة عندما تخلو من التناقضات والاختلافات تماماً كالطبيعة التي تتحول إلى خطرٍ محدق عندما يتدخل الإنسان ويتلاعب بتنوعها. فالأشياء قد وجدت لتعبر عن نقيضها، ولولا وجود الأشياء لما كان للنقيض معنى. وبذلك يتضح الهدف من وراء كلمة الوفاء. ‏

بمعنى، لو لم يكن للخيانة وجود وكان هدف الوفاء حتمياً وقيمة معترف بها على كل الصعد عندها لن يصنف الوفاء كقيمة أخلاقية جميلة لأنه سيكون عندها في موقع الفعل المطلق والمسيطر على كل شيء. والإنسان عندما يقدم على فعل الخيانة تصاحبه عدة أعراض منها التفكير والأرق والشك قبل الإقدام عليه، ثم يصاحب التنفيذ اضطرابات نفسية وعقلية وهضمية، وفي نهاية الفعل تأنيب ضمير وتفكير مجهد وعقاب نفسي مبرح سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة. ويجب ألا ننسى أن كل هذه الأحداث هي تفاصيل حياتية مُعاشة لمخلوق يحس ويتألم... يحب ويكره، وإلغاء هذه الصفات الأخيرة عن هذا الكائن البشري بعد ارتكابه لفعل الخيانة يعني اتهام تجارب العقل والإحساس والإدراك بعدم قيامها بوظائفها على أتم وجه. ‏

ولكن ماذا لو نظرنا إلى هذين المفهومين في ضوء العقل المطلق؟ سنرى أن كل مفهوم منهما يتكون من ذاته وظاهره، والكفة الراجحة ستكون إلى جانب الذات العقلي فيه أو الجانب الطبيعي منه. ‏

وبما أن الخيانة والوفاء مفهومان ممتزجان ومركز امتزاجهما هو العقل، إذاً لا يوجد خلاف بينهما، فكل منهما يقوم بوظيفته التي أساسها تبيان وجهة نظر الآخر المختلف عنه... وكلٌ منهما يمثل اتجاهاً واقعياً من الحقيقة لا أكثر ولا أقل. لذلك فإن الوفاء يمثل العقل المنظور في حين تكون طبيعة الخيانة مختفية في الظل لتدعم وجهة نظر الوفاء جاعلةً إياها تجلس فوق عرش المبادئ والمُثل كقيمة لها السيادة المطلقة. فكلاهما وجهان لعملة واحدة يمثلان وحدة أسمى. فالوفاء يرى نفسه في الخيانة كما تدرك الخيانة حقيقتها في الوفاء. وما هذا التقابل إلا حقيقة واحدة تمد جذورها في كل شيء له علاقة بالحياة، بل إن العالم بما فيه عبارة عن وحدة متكاملة تحتل مراتب متباينة من (أعلى أسفل، أبعد أقرب... وهكذا). ‏

بعبارة أخرى فإن الخيانة تنعكس في الوفاء كما الوفاء ينعكس في الخيانة، وأحدهما متمم للآخر. لذلك كلما تمعنا في كل ما حولنا وجدنا الخيانة بكل أنواعها. وبما أن هاتين الطبيعتين لا يمكن لإحداهما أن تستقل عن الأخرى فمن الطبيعي أن تؤثر إحداهما في الأخرى لأن منشأهما واحد (الإنسان) الذي هو ذات هذا العالم المليء بالتعارضات والتناقضات والاختلافات. ‏

والواقع أنه ليس هناك مفهوم مستقل بذاته، بل كل مفهوم لا بد من أن يتضمن في زواياه شيئاً آخر إلى جانب ثوابته الواضحة. لذلك فالنظرة الجزئية تكون غير ذات قيمة وغير مكتملة. وللابتعاد عن هذا الإجحاف يجب أن ننظر إلى المفاهيم نظرة كلية مرتبطة الأجزاء (أي الجزء والكل معاً) حتى نتوصل إلى معرفة حقيقة الأشياء «هذا إذا أردنا معرفتها حقيقةً «ولا يجوز النظر إلى الجزء على حساب الكل والعكس بالعكس، لأن ذلك سوف يحسم الموقف «كما هو معروف وسائد لدينا» على أنه صراع أزلي بين ضدين متحدين... الضدين المستقلين عن بعضهما البعض ولكنهما في الوقت نفسه مترابطين ومتماسكين ليكوّنا شيئاً يبرر وجودهما معاً. ‏

الخيانة والوفاء... كل جزء منهما يعلن عن السبب الذي يفرض وجوده من جهة، ومن جهة أخرى من أجل الكل وبسببه. وبما أن هذين المفهومين يشكلان الضدين المتحدين إلا أن كل جزء منهما يشكل جبالاً من التناقضات والتعارضات. والكائن تعود على أن يرى كل جزء على حدة من دون أن يجهد نفسه في لصق هذه الأجزاء المنفصلة بلصق الوحدة الشاملة. وليس صحيحاً أن نسلم بوجود الوفاء دون الخيانة أو العكس. إذ كلاهما ضروري لتكوين نظرتنا الشاملة إلى الأمور ثم الجزء أولاً ثم لنتوصل إلى الحقيقة المطلقة للحياة ثانياً... الحقيقة التي هي أيضاً صراع بين أضداد، لتتحد كل هذه الأشياء وتمتزج فيما بينها ثالثاً . لأن الحقيقة المطلقة، إن كان لها وجود، هي معرفتنا كيفية الانسجام بين الأضداد من دون استثناء. ‏

وفي النهاية لا يوجد أي حل للمشكلات الفلسفية بين الإنسان والمفاهيم المتضادة؛ حيث خيانة هنا ووفاءٌ هناك... وفاءٌ هنا وخيانة هناك.
العدو الذي يمنح السيادة لغريمه  087950_2009_03_10_16_07_17.image1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العدو الذي يمنح السيادة لغريمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أخبار الحسكة ::  مقالات -
انتقل الى: